زيارة الأولياء

لا شك أن زيارة الأولياء لها الأثر الواضح البين على نفوس البشر , بل هي من القربات التي يتقرب بها إلى الله فقد قال عز وجل " يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة " و زيارة الأولياء داخلة ضمن هذه الوسائل , فهي لها فضل كبير وسر واضح شهير وشأن عظيم وخطر جسيم يعرف ذالك من مارسه وجربه إذ هي باب من أبواب الله تعالى .
قال شيخ الشيوخ مولاي العربي الدرقاوي رضي الله عنه ( لا شك أن أبواب السعادة كثيرة , إذ هي شرائع الدين التي أتانا بها رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم , فيا سعد ويا بشرى من علما ولم يجهلها وقام بها ولم يهملها , ومن جملة أبوابها التي ربح منها ملا يحصى كثرة من الخلق ونحن والمنة لله ممن ربح منها زيارة أولياء الله تعالى رضي الله عنهم )
ومن جملة فضائل زيارة الصالحين و التبرك بهم ما حكاه الشيخ مولاي العربي حيث قال ( فحصل لي من الخير ببركة زيارتهم " أي الأولياء" الحظ الأوفر والنصيب الأكبر ومن جملته أن عرفت الشيخ الجليل الشريف الأصيل الولي الكبير المحقق الشهير المربي أبو الحسن سيدي علي الجمل رضي الله عنه , فكانت والله زيارة الأموات سببا في معرفة الأحياء رضي الله عن الأحياء والأموات من أولياء الله تعالى ) .
ومن أراد أن يعرف فضل الزيارة وسرها وخيرها وبركتها ومزيتها فلينظر كتب القوم رضي الله عنهم فقد قال الشيخ الجليل ولي الله أبو سالم سيدي إبراهيم التازي دفين وهران رضي الله عنه



فالمواسم التي تقام في الزوايا هي ليست في حد ذاتها موسما للاحتفال بل هو موعد للإلتقاء بين الفقراء و ربط الصلة بشيوخهم الأحياء والأموات بالتبرك بهم وبآثارهم . فموسم الزاوية الحراقية بلا شك مفخرة لهذه الزاوية التي دأب على إقامته شيوخ هذه الطريقة منذ تأسيسها .والفضل يرجع لشيخنا العارف بالله والدال عليه الشيخ المربي مولاي الغالي الحراق حفظه الله الذي ما فتئ ينشر هذه الطريقة ويقيم المواسم وحلق الذكر حتى صارت هذه الزاوية منارة وقطبا للفقراء والمريدين يحجون إليها ويتبركون بشيخها نفعنا الله به.

رضي الله عن شيخنا وقدوتنا سيدي ومولاي الغالي الحراق ونفعنا ببركاته والتأدب بحضرته كما نسأله عز وجل أن يشملنا بأسراره ورضاه ويمد في عمره ويحفظه في فقراءه ومريديه إنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير .