بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
التصوف فى الفكر الاسلامى03
صفحة 1 من اصل 1
التصوف فى الفكر الاسلامى03
فالتصوف لم يسلم من الدس والتحريف من هؤلاء الدخلاء، فمنهم من أدخل في كتب الصوفية أفكاراً منحرفة وعبارات سيئة ما أنزل الله بها من سلطان ومنهم من أراد أن يفسر دين المسلمين بأشياء أخر تمس عقائدهم فنسب إلى بعض رجال الصوفية أقوالاً تخالف عقيدة أهل السنة كالقول بالحلول والاتحاد وبأن الخالق عين المخلوق والمكون.
ومنهم من حاول تشويه تاريخ الصوفية ونزع ثقة الناس بهم فدس في كتبهم حوادث وقصص من نسج خياله فيها ارتكاب المنكرات واقتراف للآثام والكبائر كما نجد ذلك كثيراً في الطبقات الكبرى للإمام الشعراني عنه وهو منها بريء..
ومنهم المبشرون والمستشرقون وأبواق الاستعمار الذين درسوا كتب السادة الصوفية وكتبوا عنهم المؤلفات لأجل التحريف والتزوير والدس يقصدون بذلك أن يطعنوا الإسلام في صميمه وأن يسلخوا روح الدين عن جسده.
ولا أدري كيف يثق مسلم صادق بأقوال عدوه المخادع الماكر.
ومنهم السذج الذين يصدقون هؤلاء وهؤلاء فيعتقدون بهذه الأمور المدسوسة وبثبوتها في كتبهم وكل هذا بعد عن الصوفية والتصوف فإن قال قائل أن ما نسب إلى الصوفية من أقوال مخالفة هي حقاً من كلامهم بدليل وجودها في كتبهم المطبوعة المنشورة.
نقول: ليس كل ما في كتب الصوفية لهم لأنها لم تسلم من حملات الدس والتحريف وما أحوجنا إلى تضافر جهود المؤمنين المخلصين لتنقية هذا التراث الإسلامي خاصة والعربية عامة مما لحق به من دس وتحريف.
يعتبر العلامة ابن خلدون رائد علم الاجتماع أن التصوف الإسلامي علم من العلوم الشرقية الحادثة في الإسلام والتصوف الإسلامي في نظري له أصول عند الصحابة والتابعين ومن بعدهم فطريقة الصوفية إنما هي طريق السلف الصالح وهو طريق الحق والهداية والتصوف في رأي ابن خلدون أصله العكوف على العبادة والانقطاع إلى الله تعالى والإعراض عن زخرف الدنيا وزينتها والزهد فيما يقبل عليه العامة من الناس من اللذات وطلب المال والجاه ولقد كان الصحابة كما أورد ابن خلدون ينفردون عن الخلف في الخلوة للعبادة ويقول أن ذلك كان عاماً في الصحابة والسلف الصالح.
ويبين لنا أن ابن خلدون في مقدمته أن السبب في شيوع اسم الصوفية راجع إلى أنه قد تفشى الإقبال على الدنيا في القرن الثاني الهجري وبَعُد كثير من الناس عن العبادة وجنحوا إلى مخالطة أهل الدنيا. لذلك اختص المقبلون على الله العكوف على العبادة باسم الصوفية والمتصوفة وكأن ابن خلدون يرد على مزاعم بعض المستشرقين والمستغربين عندما يتقولون على الصوفية ويدعون أن هذا التصوف لا أصل له من الشريعة فيقول في ذلك (وسار علم الشريعة على صنفين).
1- صنف اختص به الفقهاء وأهل الفقه وهو الأحكام العامة في العبادات والمعاملات.
2- صنف اختص به الصوفية وهو في القيام بالمجاهدة ومحاسبة النفس عليها والكلام وفي الأذواق والمواجد وكيفية الترقي من ذوق إلى ذوق وشرح الاصطلاحات التي تدور بينهم في ذلك. فلما كتبت العلوم ودونت وألف الفقهاء في الفقه وعلماء الكلام في الكلام وعلماء التفسير في التفسير دوّن رجال من أهل التصوف كتباً في الورع ومحاسبة النفس ويستشهد في ذلك بما فعله القشيري في كتاب الرسالة والسهر وردي في كتاب (عوارف المعارف) كما جمع الإمام الغزالي بين الأمرين وذلك في كتاب (إحياء علوم الدين) كتب الإمام الغزالي عن الورع والاقتداء ثم بين آداب الصوفية وسننهم وشرح اصطلاحاتهم وأدق معارفهم وأصبح علم التصوف الإسلامي علماً مدوناً بعد أن كان التصوف عبارة عن عبادة فحسب والحقيقة أن التصوف مثله في ذلك مثل علم الفقه والكلام والتفسير والحديث كان علماً يتلقى من صدور الصحابة والسلف وإن لم يكن في القرن الأول والثاني قد دون مثل كثير من العلوم الإسلامية إلا أنه كان على الحقيقة موجوداً في صدور الصحابة والتابعين وتابع التابعين لقد كان الشغل الشاغل للصحابة في الصدر الأول للإسلام هو العمل الجاد على حفظ وترتيب القرآن بالسنة ثم أصبحت الحاجة ماسة إلى تدوين العلوم فدونت علوم الفقه والتفسير والحديث ثم نشأ على الكلام ثم التصوف أو كما يسميه ابن خلدون (الطريقة) أو آداب القوم إن المجاهدة والخلود والذكر.
ويستنتج ابن خلدون من ذلك أن المريد في الطريق الصوفي يتحصل في كل مجاهدة على كل حال أي نتيجة لتلك المجاهدة وذلك الحال أما أن يكون عبادة تترسخ في نفسه فتصير له مقاماً وأما أن تكون صفة للمريد وهذه الصفة تكون حاصلة للنفس كأن تكون حزناً أو سروراً أو كسلاً أو نشاطاً إلى غير ذلك من مقامات وينتهي ابن خلدون إلى القول إن المريد ما يزال يترقى من مقام إلى مقام إلى أن يصل في النهاية إذا صدق إلى التوحيد والمعرفة التي هي الغاية المطلوبة للسعادة فالهدف النهائي للمريد الصادق في الطريق الصوفي هو الوصول إلى التوحيد وشهود أن لا إله إلا الله ويؤيد ذلك بالحديث النبوي من قول الرسولمن مات يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة وينبه على أن الترقي من حال إلى حال ومن مقام إلى مقام لا بد أن يبدأ بالإيمان والطاعة والإخلاص وهنا تصاحب مجاهدة المريد الأحوال والصفات وتأتي عنها نتائج وثمرات فإذا وقع تقسيم من المريد أو خلل في الثمرات التي يتحصل عليها فإنما ذلك تتاح لالتفات المريد الحظوظ الدنيوية أو لوجود آفات كالخواطر النفسية أو الشيطانية لذلك يحتاج المريد إلى إعادة النظر إلى نفسه وعلاج عيوبها والرجوع إلى محاسبة نفسه في سائر أعماله لأن النتائج مقترنة بالأعمال.
ومنهم من حاول تشويه تاريخ الصوفية ونزع ثقة الناس بهم فدس في كتبهم حوادث وقصص من نسج خياله فيها ارتكاب المنكرات واقتراف للآثام والكبائر كما نجد ذلك كثيراً في الطبقات الكبرى للإمام الشعراني عنه وهو منها بريء..
ومنهم المبشرون والمستشرقون وأبواق الاستعمار الذين درسوا كتب السادة الصوفية وكتبوا عنهم المؤلفات لأجل التحريف والتزوير والدس يقصدون بذلك أن يطعنوا الإسلام في صميمه وأن يسلخوا روح الدين عن جسده.
ولا أدري كيف يثق مسلم صادق بأقوال عدوه المخادع الماكر.
ومنهم السذج الذين يصدقون هؤلاء وهؤلاء فيعتقدون بهذه الأمور المدسوسة وبثبوتها في كتبهم وكل هذا بعد عن الصوفية والتصوف فإن قال قائل أن ما نسب إلى الصوفية من أقوال مخالفة هي حقاً من كلامهم بدليل وجودها في كتبهم المطبوعة المنشورة.
نقول: ليس كل ما في كتب الصوفية لهم لأنها لم تسلم من حملات الدس والتحريف وما أحوجنا إلى تضافر جهود المؤمنين المخلصين لتنقية هذا التراث الإسلامي خاصة والعربية عامة مما لحق به من دس وتحريف.
يعتبر العلامة ابن خلدون رائد علم الاجتماع أن التصوف الإسلامي علم من العلوم الشرقية الحادثة في الإسلام والتصوف الإسلامي في نظري له أصول عند الصحابة والتابعين ومن بعدهم فطريقة الصوفية إنما هي طريق السلف الصالح وهو طريق الحق والهداية والتصوف في رأي ابن خلدون أصله العكوف على العبادة والانقطاع إلى الله تعالى والإعراض عن زخرف الدنيا وزينتها والزهد فيما يقبل عليه العامة من الناس من اللذات وطلب المال والجاه ولقد كان الصحابة كما أورد ابن خلدون ينفردون عن الخلف في الخلوة للعبادة ويقول أن ذلك كان عاماً في الصحابة والسلف الصالح.
ويبين لنا أن ابن خلدون في مقدمته أن السبب في شيوع اسم الصوفية راجع إلى أنه قد تفشى الإقبال على الدنيا في القرن الثاني الهجري وبَعُد كثير من الناس عن العبادة وجنحوا إلى مخالطة أهل الدنيا. لذلك اختص المقبلون على الله العكوف على العبادة باسم الصوفية والمتصوفة وكأن ابن خلدون يرد على مزاعم بعض المستشرقين والمستغربين عندما يتقولون على الصوفية ويدعون أن هذا التصوف لا أصل له من الشريعة فيقول في ذلك (وسار علم الشريعة على صنفين).
1- صنف اختص به الفقهاء وأهل الفقه وهو الأحكام العامة في العبادات والمعاملات.
2- صنف اختص به الصوفية وهو في القيام بالمجاهدة ومحاسبة النفس عليها والكلام وفي الأذواق والمواجد وكيفية الترقي من ذوق إلى ذوق وشرح الاصطلاحات التي تدور بينهم في ذلك. فلما كتبت العلوم ودونت وألف الفقهاء في الفقه وعلماء الكلام في الكلام وعلماء التفسير في التفسير دوّن رجال من أهل التصوف كتباً في الورع ومحاسبة النفس ويستشهد في ذلك بما فعله القشيري في كتاب الرسالة والسهر وردي في كتاب (عوارف المعارف) كما جمع الإمام الغزالي بين الأمرين وذلك في كتاب (إحياء علوم الدين) كتب الإمام الغزالي عن الورع والاقتداء ثم بين آداب الصوفية وسننهم وشرح اصطلاحاتهم وأدق معارفهم وأصبح علم التصوف الإسلامي علماً مدوناً بعد أن كان التصوف عبارة عن عبادة فحسب والحقيقة أن التصوف مثله في ذلك مثل علم الفقه والكلام والتفسير والحديث كان علماً يتلقى من صدور الصحابة والسلف وإن لم يكن في القرن الأول والثاني قد دون مثل كثير من العلوم الإسلامية إلا أنه كان على الحقيقة موجوداً في صدور الصحابة والتابعين وتابع التابعين لقد كان الشغل الشاغل للصحابة في الصدر الأول للإسلام هو العمل الجاد على حفظ وترتيب القرآن بالسنة ثم أصبحت الحاجة ماسة إلى تدوين العلوم فدونت علوم الفقه والتفسير والحديث ثم نشأ على الكلام ثم التصوف أو كما يسميه ابن خلدون (الطريقة) أو آداب القوم إن المجاهدة والخلود والذكر.
ويستنتج ابن خلدون من ذلك أن المريد في الطريق الصوفي يتحصل في كل مجاهدة على كل حال أي نتيجة لتلك المجاهدة وذلك الحال أما أن يكون عبادة تترسخ في نفسه فتصير له مقاماً وأما أن تكون صفة للمريد وهذه الصفة تكون حاصلة للنفس كأن تكون حزناً أو سروراً أو كسلاً أو نشاطاً إلى غير ذلك من مقامات وينتهي ابن خلدون إلى القول إن المريد ما يزال يترقى من مقام إلى مقام إلى أن يصل في النهاية إذا صدق إلى التوحيد والمعرفة التي هي الغاية المطلوبة للسعادة فالهدف النهائي للمريد الصادق في الطريق الصوفي هو الوصول إلى التوحيد وشهود أن لا إله إلا الله ويؤيد ذلك بالحديث النبوي من قول الرسولمن مات يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة وينبه على أن الترقي من حال إلى حال ومن مقام إلى مقام لا بد أن يبدأ بالإيمان والطاعة والإخلاص وهنا تصاحب مجاهدة المريد الأحوال والصفات وتأتي عنها نتائج وثمرات فإذا وقع تقسيم من المريد أو خلل في الثمرات التي يتحصل عليها فإنما ذلك تتاح لالتفات المريد الحظوظ الدنيوية أو لوجود آفات كالخواطر النفسية أو الشيطانية لذلك يحتاج المريد إلى إعادة النظر إلى نفسه وعلاج عيوبها والرجوع إلى محاسبة نفسه في سائر أعماله لأن النتائج مقترنة بالأعمال.
مواضيع مماثلة
» التصوف في الفكر الإسلامي
» الصوف فى الفكر الاسلامى02
» التصوف الاسلامي01
» التصوف الاسلامي02
» التصوف روح الاسلام
» الصوف فى الفكر الاسلامى02
» التصوف الاسلامي01
» التصوف الاسلامي02
» التصوف روح الاسلام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت يناير 25 2014, 21:41 من طرف البشير الزيتوني
» مناهل الاحسان
الأربعاء يناير 28 2009, 15:01 من طرف dahaboubaker
» التصوف خلال الحملات الصليبية
السبت يناير 24 2009, 23:13 من طرف كيدارالطاهر
» محاضرة بعنوان التصوف لسيدى احميدة التغزوتى
الثلاثاء يناير 20 2009, 21:49 من طرف كيدارالطاهر
» أعظم قصيدة في مدح الرسول
الأربعاء يناير 14 2009, 15:01 من طرف دحه بوبكر
» خليفة القطب المكتوم الامام التماسينى رضى الله عنهم
الجمعة يناير 09 2009, 14:26 من طرف المدير
» خليفة القطب المكتوم الامام التماسينى رضى الله عنهم
الجمعة يناير 09 2009, 14:24 من طرف المدير
» صورة الشيخ إبراهيم إنياس
الجمعة يناير 09 2009, 13:59 من طرف المدير
» صورة سيدنا أحمد بن محمد الحافظ المصري التجاني رضي الله عنهما
الجمعة يناير 09 2009, 13:57 من طرف المدير