بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
التصوف في الفكر الإسلامي
صفحة 1 من اصل 1
التصوف في الفكر الإسلامي
التصوف في الفكر الإسلامي
الكتابة عن التصوف تتطلب جهداً غير عادي للدخول في الفصل بين المفاهيم والمصطلحات والمعاني والدلالات واشتقاقاتها في معناه اللفظي والمجازي والتي اتسم بها هؤلاء بهذه الصفة والتطرق إلى منهجية الدراسة لتوضيحها أو الإمعان بها من أجل الوصول إلى جوهر التصوف وأبعاده الكونية الإلهية فلا بد لأي دارس لهذه الظاهرة من دراسة الفكر الإسلامي، فقد كثرت الدراسات حول هذا المفهوم والمصطلح وأمعن بعض الدارسين في تكوين رؤية إسلامية لهذا التصوف إلا أن أغلب الدراسات لم تصل إلى دراسة جادة تضع النقاط على الحروف من أجل تفسيرها وبيان مكوناتها.
فتكثر المصطلحات واشتقاقاتها فمنهم من يقول: أن الصوفية جاءت من أهل الصفة الذين يعزفون عن الدنيا والعيش مع اللذات الإلهية التي جاء بها القرآن الكريم، وفي موضع آخر يأتي معنى التصوف من الصوف الذي يلبسونه للخشونة وهذه مجاهدة للنفس التي يريدون من خلالها الوصول إلى العبادة المطلقة وهم أهل الورع والتقوى.
ومنهم من يقول (إن التصوف جاء من الصفة التي اتصف بها العابد والورع بجملة من المحاسن واعتماد الأوصاف المحمودة وترك الأوصاف المذمومة)، ويشير القشيري إلى كلمة التصوف بأنهم أهل الصفوة إلا أن العديد من ينكر ذلك بأن هذا اللفظ لم يشيع في عهد الصحابة والتابعين الذين كانوا في حالة صفاء روحي بل تضاف إلى جملة المصطلحات التي أُحدثت مثل النحو والفقه والمنطق.
ومن التعاريف التي ترامت من القواميس والمخزون المعرفي بأن التصوف كما ورد في الرسالة القشيرية (التصوف ألا تملك شيئاً ولا يملكك شيء)، وفي طبقات الصوفية قال النوري (ليس التصوف برسوم ولا علوم ولكنها أخلاق) فالصوفية هي تجمع معاني ومبادئ الأخلاق وهي (ضبط حواسك ومراعاة أنفاسك) فالتصوف علم لدني وفلسفة ليس ككل الفلسفات التي تقوم على المنطق، وهو موهبة ربانية فالمتصوف شأنه شأن أي مدافع عن مذهبه.
وهو فلسفة الإسلام الدينية إلا أن التطرق إلى الدخول في عالم الصوفية ليس بالشيء اليسير ولأن الدروب التي سلكوها شاقة.
ويقول أحدهم: [b](التصوف الأخذ بالحقائق واليأس مما في أيدي الخلائق) ومن التعاريف اللغوية تشير كلمة (Mystic) في اللاتينية يقابلها في العربية (صوفي).
فبقي اشتقاقها مرهوناً بالمدلول الديني، وهو من الصفاء ويشير القشيري أيضاً اشتقاقها من الصفاء بعيد عن مقتضى اللغة ويضيف أيضاً (مثل قول من قال أنه من الصوف) والتصوف أي ليس الصوف مثل (تقمص) إذا ليس القميص ولكن القوم لم يختصوا بلبس الصوف.
إلا أن ما قبل ظهور الإسلام لم يظهر هذا المصطلح وحتى في صدر الإسلام، فنلاحظ أن هذا المصطلح ظهر في عهد الخلفاء الراشدين والصحابة التابعين ففي صدر الإسلام لم يكن الناس بحاجة إلى دراسة الورع والتقوى، بل كانوا كلهم مجاهدين ومقبلين على العبادة بطبيعتهم وبحكم قرب اتصالهم برسول الله فهم يتسابقون ويتبارون في الاقتداء به، فلم يكن ثمة ما يدعوهم إلى تلقين علماً يرشدهم في الاقتداء به، مثل العربي يعرف اللغة العربية بالتوارث كابر عن كابر حتى أنه ليقرض الشعر البليغ بالفطرة دون أن يعرف شيئاً عن قواعد اللغة العربية والنظم، فمثل هذا لا يلزمه أن يتعلم النحو ودروس البلاغة ولكن دروس البلاغة تصبح لازمة وضرورية هي وغيرها من القواعد والعلوم عند تفشي اللحن وضعف التعبير أو لمن يريد من الأجانب أن يتفهمها ويتعرف عليها أو عندما يصبح هذا العلم ضرورة من ضرورات الاجتماع كبقية العلوم التي نشأت وترعرعت وتم تأليفها على مر العصور، فالصحابة لا يتسمّون باسم المتصوفين بل كانوا يعيشون هذه الحالة وتظل المذاهب والرؤى هي حتمية الفعل والمتغيرات والحراك الاجتماعي يلعب دوراً رئيسياً في ذلك.
وعندما دخلت إلى الإسلام أمم شتى وأجناس عديدة واتسعت دائرة العلوم وتقسمت وتوزعت بين أرباب الاختصاص قام كل فريق بتدوين الفن والعلم الذي يجيده دون غيره فنشأ علم التوحيد وعلوم الحديث وأصول الدين والتفسير والمنطق ومصطلح الحديث وغيرها كثير فأصبح بعد هذا العصر يتضاءل التأثير الروحي شيئاً فشيئاً فأخذ الناس يتناسون ضرورة الإقبال على الله بالعبودية مما دعا أرباب الرياضة والزهد أن يعملوا على تدوين ذلك من ناحيتهم أيضاً على تدوين علم التصوف وإثبات شرفه وجلاله وفضله على سائر العلوم ولم يكن ذلك احتجاجاً على انصراف بعض الطوائف الأخرى إلى تدوين العلوم كما يزعم بعض المستشرقين بل كان كما يجب أن يكون سداً للنقص واستكمالاً لحاجات الدين في جميع نواحي النشاط أن أول من أسس أُسسها الوحي السماوي في جملة ما أسس من الدين المحمدي إذ هي بلا شك مقام الإحسان الذي هو أحد أركان الدين الثلاثة التي جعلها النبي ( بعد ما بينها واحداً دينا بقوله هذا جبريل عليه السلام أتاكم يعلمكم دينكم وأورد صاحب كشف الظنون في حديثه عن علم التصوف كلاماً للقشيري قال فيه: اعلموا أن المسلمين بعد رسول الله ( لم يتسم أفاضلهم في عصرهم بتسمية علم صحابة الرسول ( إذ لا أفضلية فوقها فقيل لهم الصحابة، ثم اختلف الناس وتباينت المراتب فقيل لخواص الناس ممن لهم شدة عناية بأمر الدين كما يضيف القشيري في رسالته أنه يجب عدم التركيز على الاشتقاق اللغوي إنما سمي الصوفية صوفية وذلك لتميزهم عن غيرهم من أصحاب الحديث واللغة والتفسير وعلم الكلام وغيرهم ويقول أبو يزيد البسطامي مخاطباً المتفقهين وأصحاب العبارة (أخذتم علمكم ميتاً عن ميت وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت) فالفقيه يؤكد على روايته فيقول حدثني فلان عن فلان عن فلان والصوفي يقول حدثني قلبي عن ربي فشتان بين القولين فالأول أخذ علمه عن من مات فأين فلان هذا الذي مات فالصوفي يقول أخذت علمي عن الحي الذي لا يموت.
ويواجه عالمنا الإسلامي بعامة والعربي خاصة واستخدام المصطلحات الغربية وهي أن يفعل الإنسان أي شيء في حدود القانون الوضعي المتغير لا في حدود شريعة الله الثابتة. وكثيراً من الحريات في القوانين الوضعية الغربية والتي تتمثل في حرية الرأي مثلاً تتيح للمشركين بالله أن ينشروا دعاويهم على الناس فيستجيب لهم بعض الجاهلين فيزعمون أن الطبيعة خلقت نفسها بنفسها ولا أثر للخالق.
فعلى النقيض من ذلك نجد الماديين ينضمون تحت ألويتهم شريحة واسعة بلا وعي ويحاكموا ذلك الفكر الملحد الذين يدعون أن الإله والكون مادة.
كما تتيح الحرية في مفهومها الغربي حرية ممارسة الجنس الواحد (المثلية الجنسية) وهذا أسوأ ما انحدر إليه مفهوم الحرية عند الغربيين.
وهناك فريق كبير لا يستهان به من المجتمعات الغربية التي تسخر من بعض الشعائر الدينية الإسلامية ومنها مثلاً الحج والطواف حول الكعبة بأنها لا فائدة من تلك العملية ولكن ألا نسخر منهم عندما يطوفون حول ضريح لينين وتقبيل تمثاله ويطوفون حوله.
وكذلك الصيام الذين لا يؤمنون به ويروون أنه عادة غير نافعة ولكن أين هم من الصيام البوذي للمجتمعات الأخرى هذا هو الإسلام وتعاليمه ستظل قائمة ما دام هناك من يناشد أمة الأرض أن لا إله إلا الله ولا يمكن أن يزول حتى يرث الله الأرض ومن عليها. هذه تعاليم الإسلام وهذه الشريعة الكاملة والمرنة كل المرونة وهي مصدر لكل القوانين والتشريعات ومصدراً لكل العلوم الدنيوية والأخروية.
وإذا كانت مهمة دعاة الإسلام المخلصين أن يعيدوا لهذا الدين روحه وأن يفتحوا له مغاليق القلوب فما قصد الصوفية في كل عصر وزمان إلا بالعودة بالمسلمين إلى ظلال الأنس بالله ونعيم مناجاته وسعادة قربه بإرجاع روحانية الإسلام إليه دون تطرف وتعصب واعتداء بل هو رسالة لكل مكان وزمان وإذا كان خصوم الإسلام قد عملوا على تشويه معالمه فوصموه بالجمود والقصور واتهموا أتباعه بالرجعية والتأخر ومن ثم صبوا عليه حملاتهم المغرضة بأساليبهم المدروسة المبتكرة فتارة يشككون الناس في المذاهب الفقهية المعتمدة وتارة أخرى يطعنون في بعض رواة الحديث من صحابة رســول الله ).
ويلفت الأنظار الطعن المقصود والهجوم العنيف على التصوف الإسلامي وما ذلك إلا جوهر الإسلام وروحه النابضة وحيويته الفعالة فلقد أراد المبطلون تشويه معالمه وتصويره فلسفة خيالية وضعفاً وزهداً وانعزالاً وذلك يعتبرونه ابتداعاً خرافياً. ولكن الله أبطل دعواهم
الكتابة عن التصوف تتطلب جهداً غير عادي للدخول في الفصل بين المفاهيم والمصطلحات والمعاني والدلالات واشتقاقاتها في معناه اللفظي والمجازي والتي اتسم بها هؤلاء بهذه الصفة والتطرق إلى منهجية الدراسة لتوضيحها أو الإمعان بها من أجل الوصول إلى جوهر التصوف وأبعاده الكونية الإلهية فلا بد لأي دارس لهذه الظاهرة من دراسة الفكر الإسلامي، فقد كثرت الدراسات حول هذا المفهوم والمصطلح وأمعن بعض الدارسين في تكوين رؤية إسلامية لهذا التصوف إلا أن أغلب الدراسات لم تصل إلى دراسة جادة تضع النقاط على الحروف من أجل تفسيرها وبيان مكوناتها.
فتكثر المصطلحات واشتقاقاتها فمنهم من يقول: أن الصوفية جاءت من أهل الصفة الذين يعزفون عن الدنيا والعيش مع اللذات الإلهية التي جاء بها القرآن الكريم، وفي موضع آخر يأتي معنى التصوف من الصوف الذي يلبسونه للخشونة وهذه مجاهدة للنفس التي يريدون من خلالها الوصول إلى العبادة المطلقة وهم أهل الورع والتقوى.
ومنهم من يقول (إن التصوف جاء من الصفة التي اتصف بها العابد والورع بجملة من المحاسن واعتماد الأوصاف المحمودة وترك الأوصاف المذمومة)، ويشير القشيري إلى كلمة التصوف بأنهم أهل الصفوة إلا أن العديد من ينكر ذلك بأن هذا اللفظ لم يشيع في عهد الصحابة والتابعين الذين كانوا في حالة صفاء روحي بل تضاف إلى جملة المصطلحات التي أُحدثت مثل النحو والفقه والمنطق.
ومن التعاريف التي ترامت من القواميس والمخزون المعرفي بأن التصوف كما ورد في الرسالة القشيرية (التصوف ألا تملك شيئاً ولا يملكك شيء)، وفي طبقات الصوفية قال النوري (ليس التصوف برسوم ولا علوم ولكنها أخلاق) فالصوفية هي تجمع معاني ومبادئ الأخلاق وهي (ضبط حواسك ومراعاة أنفاسك) فالتصوف علم لدني وفلسفة ليس ككل الفلسفات التي تقوم على المنطق، وهو موهبة ربانية فالمتصوف شأنه شأن أي مدافع عن مذهبه.
وهو فلسفة الإسلام الدينية إلا أن التطرق إلى الدخول في عالم الصوفية ليس بالشيء اليسير ولأن الدروب التي سلكوها شاقة.
ويقول أحدهم: [b](التصوف الأخذ بالحقائق واليأس مما في أيدي الخلائق) ومن التعاريف اللغوية تشير كلمة (Mystic) في اللاتينية يقابلها في العربية (صوفي).
فبقي اشتقاقها مرهوناً بالمدلول الديني، وهو من الصفاء ويشير القشيري أيضاً اشتقاقها من الصفاء بعيد عن مقتضى اللغة ويضيف أيضاً (مثل قول من قال أنه من الصوف) والتصوف أي ليس الصوف مثل (تقمص) إذا ليس القميص ولكن القوم لم يختصوا بلبس الصوف.
إلا أن ما قبل ظهور الإسلام لم يظهر هذا المصطلح وحتى في صدر الإسلام، فنلاحظ أن هذا المصطلح ظهر في عهد الخلفاء الراشدين والصحابة التابعين ففي صدر الإسلام لم يكن الناس بحاجة إلى دراسة الورع والتقوى، بل كانوا كلهم مجاهدين ومقبلين على العبادة بطبيعتهم وبحكم قرب اتصالهم برسول الله فهم يتسابقون ويتبارون في الاقتداء به، فلم يكن ثمة ما يدعوهم إلى تلقين علماً يرشدهم في الاقتداء به، مثل العربي يعرف اللغة العربية بالتوارث كابر عن كابر حتى أنه ليقرض الشعر البليغ بالفطرة دون أن يعرف شيئاً عن قواعد اللغة العربية والنظم، فمثل هذا لا يلزمه أن يتعلم النحو ودروس البلاغة ولكن دروس البلاغة تصبح لازمة وضرورية هي وغيرها من القواعد والعلوم عند تفشي اللحن وضعف التعبير أو لمن يريد من الأجانب أن يتفهمها ويتعرف عليها أو عندما يصبح هذا العلم ضرورة من ضرورات الاجتماع كبقية العلوم التي نشأت وترعرعت وتم تأليفها على مر العصور، فالصحابة لا يتسمّون باسم المتصوفين بل كانوا يعيشون هذه الحالة وتظل المذاهب والرؤى هي حتمية الفعل والمتغيرات والحراك الاجتماعي يلعب دوراً رئيسياً في ذلك.
وعندما دخلت إلى الإسلام أمم شتى وأجناس عديدة واتسعت دائرة العلوم وتقسمت وتوزعت بين أرباب الاختصاص قام كل فريق بتدوين الفن والعلم الذي يجيده دون غيره فنشأ علم التوحيد وعلوم الحديث وأصول الدين والتفسير والمنطق ومصطلح الحديث وغيرها كثير فأصبح بعد هذا العصر يتضاءل التأثير الروحي شيئاً فشيئاً فأخذ الناس يتناسون ضرورة الإقبال على الله بالعبودية مما دعا أرباب الرياضة والزهد أن يعملوا على تدوين ذلك من ناحيتهم أيضاً على تدوين علم التصوف وإثبات شرفه وجلاله وفضله على سائر العلوم ولم يكن ذلك احتجاجاً على انصراف بعض الطوائف الأخرى إلى تدوين العلوم كما يزعم بعض المستشرقين بل كان كما يجب أن يكون سداً للنقص واستكمالاً لحاجات الدين في جميع نواحي النشاط أن أول من أسس أُسسها الوحي السماوي في جملة ما أسس من الدين المحمدي إذ هي بلا شك مقام الإحسان الذي هو أحد أركان الدين الثلاثة التي جعلها النبي ( بعد ما بينها واحداً دينا بقوله هذا جبريل عليه السلام أتاكم يعلمكم دينكم وأورد صاحب كشف الظنون في حديثه عن علم التصوف كلاماً للقشيري قال فيه: اعلموا أن المسلمين بعد رسول الله ( لم يتسم أفاضلهم في عصرهم بتسمية علم صحابة الرسول ( إذ لا أفضلية فوقها فقيل لهم الصحابة، ثم اختلف الناس وتباينت المراتب فقيل لخواص الناس ممن لهم شدة عناية بأمر الدين كما يضيف القشيري في رسالته أنه يجب عدم التركيز على الاشتقاق اللغوي إنما سمي الصوفية صوفية وذلك لتميزهم عن غيرهم من أصحاب الحديث واللغة والتفسير وعلم الكلام وغيرهم ويقول أبو يزيد البسطامي مخاطباً المتفقهين وأصحاب العبارة (أخذتم علمكم ميتاً عن ميت وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت) فالفقيه يؤكد على روايته فيقول حدثني فلان عن فلان عن فلان والصوفي يقول حدثني قلبي عن ربي فشتان بين القولين فالأول أخذ علمه عن من مات فأين فلان هذا الذي مات فالصوفي يقول أخذت علمي عن الحي الذي لا يموت.
ويواجه عالمنا الإسلامي بعامة والعربي خاصة واستخدام المصطلحات الغربية وهي أن يفعل الإنسان أي شيء في حدود القانون الوضعي المتغير لا في حدود شريعة الله الثابتة. وكثيراً من الحريات في القوانين الوضعية الغربية والتي تتمثل في حرية الرأي مثلاً تتيح للمشركين بالله أن ينشروا دعاويهم على الناس فيستجيب لهم بعض الجاهلين فيزعمون أن الطبيعة خلقت نفسها بنفسها ولا أثر للخالق.
فعلى النقيض من ذلك نجد الماديين ينضمون تحت ألويتهم شريحة واسعة بلا وعي ويحاكموا ذلك الفكر الملحد الذين يدعون أن الإله والكون مادة.
كما تتيح الحرية في مفهومها الغربي حرية ممارسة الجنس الواحد (المثلية الجنسية) وهذا أسوأ ما انحدر إليه مفهوم الحرية عند الغربيين.
وهناك فريق كبير لا يستهان به من المجتمعات الغربية التي تسخر من بعض الشعائر الدينية الإسلامية ومنها مثلاً الحج والطواف حول الكعبة بأنها لا فائدة من تلك العملية ولكن ألا نسخر منهم عندما يطوفون حول ضريح لينين وتقبيل تمثاله ويطوفون حوله.
وكذلك الصيام الذين لا يؤمنون به ويروون أنه عادة غير نافعة ولكن أين هم من الصيام البوذي للمجتمعات الأخرى هذا هو الإسلام وتعاليمه ستظل قائمة ما دام هناك من يناشد أمة الأرض أن لا إله إلا الله ولا يمكن أن يزول حتى يرث الله الأرض ومن عليها. هذه تعاليم الإسلام وهذه الشريعة الكاملة والمرنة كل المرونة وهي مصدر لكل القوانين والتشريعات ومصدراً لكل العلوم الدنيوية والأخروية.
وإذا كانت مهمة دعاة الإسلام المخلصين أن يعيدوا لهذا الدين روحه وأن يفتحوا له مغاليق القلوب فما قصد الصوفية في كل عصر وزمان إلا بالعودة بالمسلمين إلى ظلال الأنس بالله ونعيم مناجاته وسعادة قربه بإرجاع روحانية الإسلام إليه دون تطرف وتعصب واعتداء بل هو رسالة لكل مكان وزمان وإذا كان خصوم الإسلام قد عملوا على تشويه معالمه فوصموه بالجمود والقصور واتهموا أتباعه بالرجعية والتأخر ومن ثم صبوا عليه حملاتهم المغرضة بأساليبهم المدروسة المبتكرة فتارة يشككون الناس في المذاهب الفقهية المعتمدة وتارة أخرى يطعنون في بعض رواة الحديث من صحابة رســول الله ).
ويلفت الأنظار الطعن المقصود والهجوم العنيف على التصوف الإسلامي وما ذلك إلا جوهر الإسلام وروحه النابضة وحيويته الفعالة فلقد أراد المبطلون تشويه معالمه وتصويره فلسفة خيالية وضعفاً وزهداً وانعزالاً وذلك يعتبرونه ابتداعاً خرافياً. ولكن الله أبطل دعواهم
مواضيع مماثلة
» التصوف فى الفكر الاسلامى03
» الصوف فى الفكر الاسلامى02
» التصوف الاسلامي01
» التصوف الاسلامي02
» التصوف روح الاسلام
» الصوف فى الفكر الاسلامى02
» التصوف الاسلامي01
» التصوف الاسلامي02
» التصوف روح الاسلام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت يناير 25 2014, 21:41 من طرف البشير الزيتوني
» مناهل الاحسان
الأربعاء يناير 28 2009, 15:01 من طرف dahaboubaker
» التصوف خلال الحملات الصليبية
السبت يناير 24 2009, 23:13 من طرف كيدارالطاهر
» محاضرة بعنوان التصوف لسيدى احميدة التغزوتى
الثلاثاء يناير 20 2009, 21:49 من طرف كيدارالطاهر
» أعظم قصيدة في مدح الرسول
الأربعاء يناير 14 2009, 15:01 من طرف دحه بوبكر
» خليفة القطب المكتوم الامام التماسينى رضى الله عنهم
الجمعة يناير 09 2009, 14:26 من طرف المدير
» خليفة القطب المكتوم الامام التماسينى رضى الله عنهم
الجمعة يناير 09 2009, 14:24 من طرف المدير
» صورة الشيخ إبراهيم إنياس
الجمعة يناير 09 2009, 13:59 من طرف المدير
» صورة سيدنا أحمد بن محمد الحافظ المصري التجاني رضي الله عنهما
الجمعة يناير 09 2009, 13:57 من طرف المدير