بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
التصوف الاسلامي02
صفحة 1 من اصل 1
التصوف الاسلامي02
نموذج لقرية من الغرب الإفريقي الإسلامي
و"تيكماطين" قرية عريقة جدا ومعظم سكانها ينتسبون إلى "آل البيت" رغم ملامح أفريقية تبدو ظاهرة على وجوههم بفعل التصاهر مع قبائل أفريقية على مدار القرون. تقول كتب التاريخ إن القرية تأسست عام927 هجريا في الفترة الزمنية نفسها التي تأسست فيها مدينة مراكش الشهيرة عاصمة دولة المرابطين بالمغرب..كانت القرية من القرى التي أسسها المرابطون الذين امتدت دولتهم في الغرب الأفريقي،وكانت إحدى أهم نقاط التواصل بين المجتمع الأفريقي(السودان الغربي)والمجتمع العربي المهاجر من السلالة الإدريسية التي تنحدر من ذرية المولى إدريس مؤسس أول دولة في المغرب بعد الإسلام.
ولكن أهالي القرية يقولون إن بها آثارا تعود لألف عام مضت، ربما كان الاسم يطلق على كامل المنطقة التي تقع فيها القرية، ويؤكد ذلك ما يقوله المرخ الموريتاني حسن ولد محنض من أن الملك حنّون الروماني القادم من قرطاج رست سفنه في حوض "تيكماطين" بحثا عن الذهب.
لأهالي تيكماطين اعتزاز غريب بقريتهم ويروون مأثوراتها ومآثرها بشكل يصعب معه على المرء أن يتصور أنها مجرد قرية لا يزيد سكانها على الألف نسمة تقريبا..ولكنهم دائما ما يستحضرون في حكاياتهم ما لها من مكانة ترجع إلى ما ساهمت به تاريخيا وسياسيا على مستوى الغرب الإسلامي كله وليس موريتانيا من أيام انطلاقة دولة المرابطين.
لقد كانت تيكماطين معبرا مرت عليه قبائل المجتمع الوولفي الأفريقي استجابة لنداء الجهاد الذي أطلقه المرابطون لنجدة مسلمي الاندلس قبل خمسة قرون.
ما بين الجلسات وأثناء تناول الطعام والراحة كان أهالي القرية يروون لي بعضا من تاريخها..أشاروا إلى ما ذكره عنهم الوزير الفوشتالي الوزير في دولة السعديين في كتابه " مناهل الصفا " من أن الشريف إبراهيم رضوان جد أهالي تيكماطين قابل صحبة ملوك بلاد السودان قوات المنصور السعدي بعدما هدمت مدينة تمبكتو التاريخية..وأنه شارك في صد عداون السعديين ورد توغلهم في منقطة حوض النهر.
كما شاركوا في حروب( شربّبا) التي جرت في القرن السادس عشر بين طلبة المحاضر القرآنية وحملة العلم من جهة وبين السلطة الجائرة التي حاولت إلغاء التشريعات الإسلامية المعمول بها بين القبائل..وهي حروب تعد من أشهر الحروب التي عرفتها المنطقة منذ مجيء المرابطين..ويذكر كتاب شيم الزوايا للشيخ اليدالي أن أهالي تيكماطين كان لهم فيها دور مؤثر.
لطالما كانت القرية في مفترق طرق القوافل ما بين مدينة الصويرة بالمغرب وياكل في السنغال وهي الطرق التي كانت تمر بها قوافل تجارة الصمغ العربي وريش النعام..وهو ما ساعدها أيضا على أن تظل مزارا وموطنا أو ملجأ لغالب العارفين بالله الذين لجؤوا إلى الغرب الأفريقي.
ذكروا لي أن ممن زار القرية من الأولياء الشيخ سيدي محمد الكنتي والشيخ أحمد بازيد الباركللي المعروف بولد الرازقة وسيدي عبد الكريم المعيلي..وغيرهم من الأعلام الذين نشروا الإسلام في أفريقيا والأخير هو أبرز من نشر الطريقة القادرية في افريقيا السوداء..كما أشاروا إلى أن الشيخ ابراهيم الاموي مفتي المرابطين دفن وله قبر في ضواحي قريتهم. ولأنني من مصر فقد حدثوني عن الشريف سيدي محمد الصعيدي الولي الصوفي الذي جاء لزيارتهم من مصر.
اما أبرز شيوخ القرية وأعلامه
الذين تفتخر بهم القرية فهو الشيخ
"بوبزّولة"، وهو رحالة اسمه الاصلي محمد بن شمس الدين بوبزولة الإدريسي، نشر الدين الاسلامي في هذه المنطقة حتي نيجيريا وتزوج من قبائل الهوسا الأفريقية، وقد عرف بهذا اللقب اشارة الى ما يشاع عنه بين العوام من كرامة..فهو بعد أن انفصل عن زوجته الهوساوية سافر بمولوده الرضيع ولما جاع الرضيع في الصحراء أرضعه الشيخ بثديه حتى شبع فسمي "بوبزّولة" والثدي عند الحسانية يسمى بزّول.
وأحفاد بوبزّولة هم أمراء صوكوتو في نيجيريا ومن أشهرهم الأمير أحمد لديت الذي كان من أبرز من قاوموا الاستعمار الفرنسي في المنطقة.
ولأهالي قرية تيكماطين صلات قوية بالفضاء الإسلامي المحيط بهم خاصة السنغال، ويروي أهل القرية باعتزاز أن أكبر المدارس القرآنية في السنغال هي التي أسسها أجداد تيكماطين مثل المختار ولد مبا. كما كان لهم تأثير كبير في مسلمي السنغال وخاصة الشيخ أحمد بمبا شيخ الطريقة المريدية في طوبا بالسنغال وهي طريقة قادرية الأصل هي الأكثر حضورا وتأثيرا في الغرب الأفريقي..وقد كانت لهم به صلة روحية فكانوا يمدونه بالمصاحف وساعدوه أثناء مقاومته للاستعمار الفرنسي عام 1927، وعلى اسمه تسمى أحمدو بمبا العالم الصوفي الشاب الذي أشرف على تنظيم الملتقى، وابن شيخ القرية الإمام محمد سعيد صيار.
الجيل الجديد من المتصوفة
بقي أن نقول إأن منظمة آل البيت التي نشأت في قرية نائية بالصحراء هي نموذج للعمل الأهلي الشعبي القادر على الاستغناء عن أموال التمويل الغربي والرسمي فهو ذاتي النفقة ولا يأخذ تبرعات وإنما يعتمد على دعم المريدين.
وقد تأسست لتقوم بمهمة حفظ للنسل الشريف حيث تسعى لجمع سلاسل ومشجرات الأنساب الشريفة في موريتانيا والغرب الأفريقي ودراستها على ضوء الهجرات ومعطيات التاريخ، وكذلك التأريخ للمدارس الصوفية في أفريقيا ومعرفة نظرتها إلى آل البيت، وأخيرا غربلة الموروت الأفريقي الصامت وتحديد موقع أل البيت فيه.
والحق أن القائمين على هذه المؤسسة يمثلون الجيل الجديد من المتصوفة والذي يسعى إلى تجديد التصوف وتنقيته وإعطائه دينامية حركية أولا عبر التحاور مع أبناء المدارس الإسلامية الأخرى السنية بشكل خاص، والانفتاح على وجهات النظر المختلفة حتى ولو كان لها ما تأخذه على التصوف، ثم إن هذا الجيل على درجة كبيرة من الوعي بخطر انغلاق التصوف أو
و"تيكماطين" قرية عريقة جدا ومعظم سكانها ينتسبون إلى "آل البيت" رغم ملامح أفريقية تبدو ظاهرة على وجوههم بفعل التصاهر مع قبائل أفريقية على مدار القرون. تقول كتب التاريخ إن القرية تأسست عام927 هجريا في الفترة الزمنية نفسها التي تأسست فيها مدينة مراكش الشهيرة عاصمة دولة المرابطين بالمغرب..كانت القرية من القرى التي أسسها المرابطون الذين امتدت دولتهم في الغرب الأفريقي،وكانت إحدى أهم نقاط التواصل بين المجتمع الأفريقي(السودان الغربي)والمجتمع العربي المهاجر من السلالة الإدريسية التي تنحدر من ذرية المولى إدريس مؤسس أول دولة في المغرب بعد الإسلام.
ولكن أهالي القرية يقولون إن بها آثارا تعود لألف عام مضت، ربما كان الاسم يطلق على كامل المنطقة التي تقع فيها القرية، ويؤكد ذلك ما يقوله المرخ الموريتاني حسن ولد محنض من أن الملك حنّون الروماني القادم من قرطاج رست سفنه في حوض "تيكماطين" بحثا عن الذهب.
لأهالي تيكماطين اعتزاز غريب بقريتهم ويروون مأثوراتها ومآثرها بشكل يصعب معه على المرء أن يتصور أنها مجرد قرية لا يزيد سكانها على الألف نسمة تقريبا..ولكنهم دائما ما يستحضرون في حكاياتهم ما لها من مكانة ترجع إلى ما ساهمت به تاريخيا وسياسيا على مستوى الغرب الإسلامي كله وليس موريتانيا من أيام انطلاقة دولة المرابطين.
لقد كانت تيكماطين معبرا مرت عليه قبائل المجتمع الوولفي الأفريقي استجابة لنداء الجهاد الذي أطلقه المرابطون لنجدة مسلمي الاندلس قبل خمسة قرون.
ما بين الجلسات وأثناء تناول الطعام والراحة كان أهالي القرية يروون لي بعضا من تاريخها..أشاروا إلى ما ذكره عنهم الوزير الفوشتالي الوزير في دولة السعديين في كتابه " مناهل الصفا " من أن الشريف إبراهيم رضوان جد أهالي تيكماطين قابل صحبة ملوك بلاد السودان قوات المنصور السعدي بعدما هدمت مدينة تمبكتو التاريخية..وأنه شارك في صد عداون السعديين ورد توغلهم في منقطة حوض النهر.
كما شاركوا في حروب( شربّبا) التي جرت في القرن السادس عشر بين طلبة المحاضر القرآنية وحملة العلم من جهة وبين السلطة الجائرة التي حاولت إلغاء التشريعات الإسلامية المعمول بها بين القبائل..وهي حروب تعد من أشهر الحروب التي عرفتها المنطقة منذ مجيء المرابطين..ويذكر كتاب شيم الزوايا للشيخ اليدالي أن أهالي تيكماطين كان لهم فيها دور مؤثر.
لطالما كانت القرية في مفترق طرق القوافل ما بين مدينة الصويرة بالمغرب وياكل في السنغال وهي الطرق التي كانت تمر بها قوافل تجارة الصمغ العربي وريش النعام..وهو ما ساعدها أيضا على أن تظل مزارا وموطنا أو ملجأ لغالب العارفين بالله الذين لجؤوا إلى الغرب الأفريقي.
ذكروا لي أن ممن زار القرية من الأولياء الشيخ سيدي محمد الكنتي والشيخ أحمد بازيد الباركللي المعروف بولد الرازقة وسيدي عبد الكريم المعيلي..وغيرهم من الأعلام الذين نشروا الإسلام في أفريقيا والأخير هو أبرز من نشر الطريقة القادرية في افريقيا السوداء..كما أشاروا إلى أن الشيخ ابراهيم الاموي مفتي المرابطين دفن وله قبر في ضواحي قريتهم. ولأنني من مصر فقد حدثوني عن الشريف سيدي محمد الصعيدي الولي الصوفي الذي جاء لزيارتهم من مصر.
اما أبرز شيوخ القرية وأعلامه
الذين تفتخر بهم القرية فهو الشيخ
"بوبزّولة"، وهو رحالة اسمه الاصلي محمد بن شمس الدين بوبزولة الإدريسي، نشر الدين الاسلامي في هذه المنطقة حتي نيجيريا وتزوج من قبائل الهوسا الأفريقية، وقد عرف بهذا اللقب اشارة الى ما يشاع عنه بين العوام من كرامة..فهو بعد أن انفصل عن زوجته الهوساوية سافر بمولوده الرضيع ولما جاع الرضيع في الصحراء أرضعه الشيخ بثديه حتى شبع فسمي "بوبزّولة" والثدي عند الحسانية يسمى بزّول.
وأحفاد بوبزّولة هم أمراء صوكوتو في نيجيريا ومن أشهرهم الأمير أحمد لديت الذي كان من أبرز من قاوموا الاستعمار الفرنسي في المنطقة.
ولأهالي قرية تيكماطين صلات قوية بالفضاء الإسلامي المحيط بهم خاصة السنغال، ويروي أهل القرية باعتزاز أن أكبر المدارس القرآنية في السنغال هي التي أسسها أجداد تيكماطين مثل المختار ولد مبا. كما كان لهم تأثير كبير في مسلمي السنغال وخاصة الشيخ أحمد بمبا شيخ الطريقة المريدية في طوبا بالسنغال وهي طريقة قادرية الأصل هي الأكثر حضورا وتأثيرا في الغرب الأفريقي..وقد كانت لهم به صلة روحية فكانوا يمدونه بالمصاحف وساعدوه أثناء مقاومته للاستعمار الفرنسي عام 1927، وعلى اسمه تسمى أحمدو بمبا العالم الصوفي الشاب الذي أشرف على تنظيم الملتقى، وابن شيخ القرية الإمام محمد سعيد صيار.
الجيل الجديد من المتصوفة
بقي أن نقول إأن منظمة آل البيت التي نشأت في قرية نائية بالصحراء هي نموذج للعمل الأهلي الشعبي القادر على الاستغناء عن أموال التمويل الغربي والرسمي فهو ذاتي النفقة ولا يأخذ تبرعات وإنما يعتمد على دعم المريدين.
وقد تأسست لتقوم بمهمة حفظ للنسل الشريف حيث تسعى لجمع سلاسل ومشجرات الأنساب الشريفة في موريتانيا والغرب الأفريقي ودراستها على ضوء الهجرات ومعطيات التاريخ، وكذلك التأريخ للمدارس الصوفية في أفريقيا ومعرفة نظرتها إلى آل البيت، وأخيرا غربلة الموروت الأفريقي الصامت وتحديد موقع أل البيت فيه.
والحق أن القائمين على هذه المؤسسة يمثلون الجيل الجديد من المتصوفة والذي يسعى إلى تجديد التصوف وتنقيته وإعطائه دينامية حركية أولا عبر التحاور مع أبناء المدارس الإسلامية الأخرى السنية بشكل خاص، والانفتاح على وجهات النظر المختلفة حتى ولو كان لها ما تأخذه على التصوف، ثم إن هذا الجيل على درجة كبيرة من الوعي بخطر انغلاق التصوف أو
مواضيع مماثلة
» التصوف الاسلامي01
» التصوف روح الاسلام
» التصوف في الفكر الإسلامي
» التصوف فى الفكر الاسلامى03
» التصوف خلال الحملات الصليبية
» التصوف روح الاسلام
» التصوف في الفكر الإسلامي
» التصوف فى الفكر الاسلامى03
» التصوف خلال الحملات الصليبية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت يناير 25 2014, 21:41 من طرف البشير الزيتوني
» مناهل الاحسان
الأربعاء يناير 28 2009, 15:01 من طرف dahaboubaker
» التصوف خلال الحملات الصليبية
السبت يناير 24 2009, 23:13 من طرف كيدارالطاهر
» محاضرة بعنوان التصوف لسيدى احميدة التغزوتى
الثلاثاء يناير 20 2009, 21:49 من طرف كيدارالطاهر
» أعظم قصيدة في مدح الرسول
الأربعاء يناير 14 2009, 15:01 من طرف دحه بوبكر
» خليفة القطب المكتوم الامام التماسينى رضى الله عنهم
الجمعة يناير 09 2009, 14:26 من طرف المدير
» خليفة القطب المكتوم الامام التماسينى رضى الله عنهم
الجمعة يناير 09 2009, 14:24 من طرف المدير
» صورة الشيخ إبراهيم إنياس
الجمعة يناير 09 2009, 13:59 من طرف المدير
» صورة سيدنا أحمد بن محمد الحافظ المصري التجاني رضي الله عنهما
الجمعة يناير 09 2009, 13:57 من طرف المدير